#يوم_الشهيد_وعَبْقُ_البطولة: #الشهيد عبد المنعم رياض نبراسًا للوطنية
إِنَّ يَوْمَ الشَّهِيدِ لَيْسَ مُجَرَّدَ ذِكْرَى تَطُوفُ بِالْأَسْمَاءِ، بَلْ هُوَ حَفْرٌ فِي ضَمِيرِ الْأُمَّةِ لِأَنْفُسٍ تَجَسَّدَتْ فِيهَا مَعَانِي الْفِدَاءِ حَتَّى آخِرِ نَبْضَةٍ. وَفِي صُدُورِ هَذَا الْحَفْرِ يَخْلُدُ اسْمُ الشَّهِيدِ الْعَلَمِ: "عَبْدِ الْمُنْعِمِ رِيَاضٍ"، الَّذِي صَارَتْ شَهَادَتُهُ مِفْتَاحًا لِفَهْمِ كَيْفَ تَصْنَعُ الْإِرَادَةُ الْوَطَنِيَّةُ أَسْطُورَةَ التَّحَدِّي، وَكَيْفَ يَتَحَوَّلُ الْجُنْدِيُّ إِلَى مِشْعَلٍ يُنِيرُ دَرْبَ الْعِزَّةِ لِأَجْيَالٍ تَالِيَةٍ.
لَقَدْ كَانَ الشَّهِيدُ "عَبْدُ الْمُنْعِمِ رِيَاضٍ" — قَائِدًا عَسْكَرِيًّا فَذًّا، وَرَمْزًا لِلْإِبَاءِ فِي زَمَنِ الْامْتِحَانِ — يَعْلَمُ أَنَّ الْحُرُوبَ لَيْسَتْ صِرَاعَ أَسْلِحَةٍ فَحَسْبُ، بَلْ صِرَاعُ إِرَادَاتٍ تَسْتَنِدُ إِلَى قِيَمٍ تُشْبِهُ دَمَ الشُّهَدَاءِ: خَالِدَةً، مُقَدَّسَةً. فَفِي حَرْبِ الْاسْتِنْزَافِ، حِينَ كَانَتْ مِصْرُ تَبْنِي جَبَهَةَ الصُّمُودِ لِاسْتِرْدَادِ كَرَامَتِهَا، كَانَ رِيَاضٌ يَحْمِلُ بَيْنَ جَنْبَيْهِ رُوحَ الْقِيَادَةِ وَعِقْدَةَ الْفِدَاءِ، مُؤْمِنًا بِأَنَّ الشَّهَادَةَ لَيْسَتْ نِهَايَةَ الرِّحْلَةِ، بَلْ بِدَايَةَ اسْتِمْرَارِهَا فِي ضَمِيرِ الْوَطَنِ.
وَمَثَلَهُ الْأَعْلَى كَمَثَلِ الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ تَنْبِتُ مِنْ دِمَائِهِمْ أَشْجَارُ الْمَجْدِ؛ فَحِينَ سَقَطَ مُتَأَثِّرًا بِإِصَابَتِهِ أَثْنَاءَ تَفَقُّدِهِ جُبَهَةَ الْقِتَالِ عَامَ ١٩٦٩، لَمْ يَكُنْ رِيَاضٌ يَمُوتُ، بَلْ كَانَ يُرَسِّخُ دَرْسًا فِي الْوَقَارِ الْعَسْكَرِيِّ: أَنَّ الْقَائِدَ الْحَقِيقِيَّ هُوَ مَنْ يَسْبِقُ جُنُودَهُ إِلَى مَيْدَانِ الشَّرَفِ، وَأَنَّ الْجَبَهَةَ لَا تَكْتَمِلُ إِلَّا بِوُجُودِ مَنْ يَخْطُو بِقَدَمَيْهِ عَلَى حُدُودِ الْمَوْتِ لِيُعَلِّمَ الْحَيَاةَ مَعْنَى الْحَيَاةِ.
إِنَّ يَوْمَ الشَّهِيدِ، بِهَذَا الْمَفْهُومِ، يَجْعَلُ مِنْ سِيرَةِ رِيَاضٍ وَعْيًا مُتَجَدِّدًا؛ فَهُوَ لَمْ يَكُنْ مُجَرَّدَ بَطَلٍ عَسْكَرِيٍّ، بَلْ كَانَ مُعَلِّمًا لِأُمَّةٍ كَيْفَ تُحَوِّلُ الْهَزِيمَةَ إِلَى دَفْعَةٍ نَحْوَ النَّصْرِ، وَالْأَلَمَ إِلَى إِرَادَةٍ. فَكَمَا قَالَ عَنْ نَفْسِهِ: «إِنَّنِي أُقَاتِلُ لِكَيْ يَعْلَمَ الْجُنْدِيُّ أَنَّ قَائِدَهُ لَا يَخْشَى إِلَّا اللَّهَ»، كَانَتْ شَهَادَتُهُ تَذْكِرَةً بِأَنَّ الْقِيَادَةَ الْعَسْكَرِيَّةَ النَّبِيلَةَ تُبْنَى عَلَى الْقُدْوَةِ، لَا عَلَى الْأَمْرِ فَقَطْ.
وَالْيَوْمَ، حِينَ تُرَفْرِفُ أَرْوَاحُ الشُّهَدَاءِ عَلَى ذِكْرَى عَبْدِ الْمُنْعِمِ رِيَاضٍ، تَتَجَدَّدُ الرِّسَالَةُ: أَنَّ الْوَطَنِيَّةَ لَيْسَتْ شِعَارًا يُرَدِّدُهُ الْأَحْيَاءُ، بَلْ عَهْدٌ بَيْنَ الْأَجْيَالِ يَسْقِيهِ الدَّمُ. فَمِثْلَمَا أَنَّ رِيَاضًا وَأَمْثَالَهُ جَعَلُوا مِنْ أَجْسَادِهِمْ جِسْرًا لِعُبُورِ مِصْرَ إِلَى زَمَنِ الْكَرَامَةِ، يَجِبُ أَنْ تَكُونَ ذِكْرَاهُمْ دَفْعَةً لِاسْتِكْمَالِ مَسِيرَةِ الْبِنَاءِ، حَتَّى لَا تَضِيعَ تَضْحِيَاتُهُمْ فِي رِيَاحِ الْجَحُودِ.
فَالشَّهِيدُ رِيَاضٌ — بِشَجَاعَتِهِ وَعِلْمِهِ وَإِخْلَاصِهِ — يُذَكِّرُنَا أَنَّ يَوْمَ الشَّهِيدِ لَيْسَ تَأْبِينًا لِلْمَاضِي، بَلْ تَوْقِيدٌ لِشَمْعَةِ الْمُسْتَقْبَلِ. وَهَكَذَا تَبْقَى مِصْرُ، كَمَا أَرَادَهَا شُهَدَاؤُهَا: أَرْضًا تَنْبُتُ مِنْ رَمَادِ الْحُرُوبِ، وَقِبْلَةً لِكُلِّ مُؤْمِنٍ بِأَنَّ الْحُرِّيَّةَ لَا تُشْتَرَى إِلَّا بِالْعَزِيمَةِ، وَلَا تُدَافِعَ عَنْهَا إِلَّا أَرْوَاحٌ مِثْلُ رِيَاضٍ — تَعْرِفُ أَنَّ الْخُلُودَ حَقٌّ لَا يَمْلِكُهُ إِلَّا مَنْ يَبْذُلُ الْغَالِيَ وَالثَّمِينَ.
#يوم_الشهيد_وعَبْقُ_البطولة: #الشهيد عبد المنعم رياض نبراسًا للوطنية
إِنَّ يَوْمَ الشَّهِيدِ لَيْسَ مُجَرَّدَ ذِكْرَى تَطُوفُ بِالْأَسْمَاءِ، بَلْ هُوَ حَفْرٌ فِي ضَمِيرِ الْأُمَّةِ لِأَنْفُسٍ تَجَسَّدَتْ فِيهَا مَعَانِي الْفِدَاءِ حَتَّى آخِرِ نَبْضَةٍ. وَفِي صُدُورِ هَذَا الْحَفْرِ يَخْلُدُ اسْمُ الشَّهِيدِ الْعَلَمِ: "عَبْدِ الْمُنْعِمِ رِيَاضٍ"، الَّذِي صَارَتْ شَهَادَتُهُ مِفْتَاحًا لِفَهْمِ كَيْفَ تَصْنَعُ الْإِرَادَةُ الْوَطَنِيَّةُ أَسْطُورَةَ التَّحَدِّي، وَكَيْفَ يَتَحَوَّلُ الْجُنْدِيُّ إِلَى مِشْعَلٍ يُنِيرُ دَرْبَ الْعِزَّةِ لِأَجْيَالٍ تَالِيَةٍ.
لَقَدْ كَانَ الشَّهِيدُ "عَبْدُ الْمُنْعِمِ رِيَاضٍ" — قَائِدًا عَسْكَرِيًّا فَذًّا، وَرَمْزًا لِلْإِبَاءِ فِي زَمَنِ الْامْتِحَانِ — يَعْلَمُ أَنَّ الْحُرُوبَ لَيْسَتْ صِرَاعَ أَسْلِحَةٍ فَحَسْبُ، بَلْ صِرَاعُ إِرَادَاتٍ تَسْتَنِدُ إِلَى قِيَمٍ تُشْبِهُ دَمَ الشُّهَدَاءِ: خَالِدَةً، مُقَدَّسَةً. فَفِي حَرْبِ الْاسْتِنْزَافِ، حِينَ كَانَتْ مِصْرُ تَبْنِي جَبَهَةَ الصُّمُودِ لِاسْتِرْدَادِ كَرَامَتِهَا، كَانَ رِيَاضٌ يَحْمِلُ بَيْنَ جَنْبَيْهِ رُوحَ الْقِيَادَةِ وَعِقْدَةَ الْفِدَاءِ، مُؤْمِنًا بِأَنَّ الشَّهَادَةَ لَيْسَتْ نِهَايَةَ الرِّحْلَةِ، بَلْ بِدَايَةَ اسْتِمْرَارِهَا فِي ضَمِيرِ الْوَطَنِ.
وَمَثَلَهُ الْأَعْلَى كَمَثَلِ الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ تَنْبِتُ مِنْ دِمَائِهِمْ أَشْجَارُ الْمَجْدِ؛ فَحِينَ سَقَطَ مُتَأَثِّرًا بِإِصَابَتِهِ أَثْنَاءَ تَفَقُّدِهِ جُبَهَةَ الْقِتَالِ عَامَ ١٩٦٩، لَمْ يَكُنْ رِيَاضٌ يَمُوتُ، بَلْ كَانَ يُرَسِّخُ دَرْسًا فِي الْوَقَارِ الْعَسْكَرِيِّ: أَنَّ الْقَائِدَ الْحَقِيقِيَّ هُوَ مَنْ يَسْبِقُ جُنُودَهُ إِلَى مَيْدَانِ الشَّرَفِ، وَأَنَّ الْجَبَهَةَ لَا تَكْتَمِلُ إِلَّا بِوُجُودِ مَنْ يَخْطُو بِقَدَمَيْهِ عَلَى حُدُودِ الْمَوْتِ لِيُعَلِّمَ الْحَيَاةَ مَعْنَى الْحَيَاةِ.
إِنَّ يَوْمَ الشَّهِيدِ، بِهَذَا الْمَفْهُومِ، يَجْعَلُ مِنْ سِيرَةِ رِيَاضٍ وَعْيًا مُتَجَدِّدًا؛ فَهُوَ لَمْ يَكُنْ مُجَرَّدَ بَطَلٍ عَسْكَرِيٍّ، بَلْ كَانَ مُعَلِّمًا لِأُمَّةٍ كَيْفَ تُحَوِّلُ الْهَزِيمَةَ إِلَى دَفْعَةٍ نَحْوَ النَّصْرِ، وَالْأَلَمَ إِلَى إِرَادَةٍ. فَكَمَا قَالَ عَنْ نَفْسِهِ: «إِنَّنِي أُقَاتِلُ لِكَيْ يَعْلَمَ الْجُنْدِيُّ أَنَّ قَائِدَهُ لَا يَخْشَى إِلَّا اللَّهَ»، كَانَتْ شَهَادَتُهُ تَذْكِرَةً بِأَنَّ الْقِيَادَةَ الْعَسْكَرِيَّةَ النَّبِيلَةَ تُبْنَى عَلَى الْقُدْوَةِ، لَا عَلَى الْأَمْرِ فَقَطْ.
وَالْيَوْمَ، حِينَ تُرَفْرِفُ أَرْوَاحُ الشُّهَدَاءِ عَلَى ذِكْرَى عَبْدِ الْمُنْعِمِ رِيَاضٍ، تَتَجَدَّدُ الرِّسَالَةُ: أَنَّ الْوَطَنِيَّةَ لَيْسَتْ شِعَارًا يُرَدِّدُهُ الْأَحْيَاءُ، بَلْ عَهْدٌ بَيْنَ الْأَجْيَالِ يَسْقِيهِ الدَّمُ. فَمِثْلَمَا أَنَّ رِيَاضًا وَأَمْثَالَهُ جَعَلُوا مِنْ أَجْسَادِهِمْ جِسْرًا لِعُبُورِ مِصْرَ إِلَى زَمَنِ الْكَرَامَةِ، يَجِبُ أَنْ تَكُونَ ذِكْرَاهُمْ دَفْعَةً لِاسْتِكْمَالِ مَسِيرَةِ الْبِنَاءِ، حَتَّى لَا تَضِيعَ تَضْحِيَاتُهُمْ فِي رِيَاحِ الْجَحُودِ.
فَالشَّهِيدُ رِيَاضٌ — بِشَجَاعَتِهِ وَعِلْمِهِ وَإِخْلَاصِهِ — يُذَكِّرُنَا أَنَّ يَوْمَ الشَّهِيدِ لَيْسَ تَأْبِينًا لِلْمَاضِي، بَلْ تَوْقِيدٌ لِشَمْعَةِ الْمُسْتَقْبَلِ. وَهَكَذَا تَبْقَى مِصْرُ، كَمَا أَرَادَهَا شُهَدَاؤُهَا: أَرْضًا تَنْبُتُ مِنْ رَمَادِ الْحُرُوبِ، وَقِبْلَةً لِكُلِّ مُؤْمِنٍ بِأَنَّ الْحُرِّيَّةَ لَا تُشْتَرَى إِلَّا بِالْعَزِيمَةِ، وَلَا تُدَافِعَ عَنْهَا إِلَّا أَرْوَاحٌ مِثْلُ رِيَاضٍ — تَعْرِفُ أَنَّ الْخُلُودَ حَقٌّ لَا يَمْلِكُهُ إِلَّا مَنْ يَبْذُلُ الْغَالِيَ وَالثَّمِينَ.
0 Kommentare
0 Anteile
194 Ansichten
0 Vorschau