رغم احتواء المكتبات على كثيرٍ من أسرار البشرية، كان مصير أغلبها الضياع لعدم القدرة على حفظ هذه الكنوز القيِّمة، وفيما يلي نعرض أكثر المكتبات غموضًا في العالم.



المكتبة الملكية للملك آشور بانيبال
قام الملك آشور بانيبال، آخر ملوك الإمبراطورية الآشورية الحديثة بإنشاء أفضل مكتبة في عصره، والتي تعد من أهم إنجازاته العلمية، في القرن السابع قبل الميلاد، والتي احتوت أكثر من 30 ألف لوحٍ طيني، فهي بالفعل أثمن وأقدم وأكبر مكتبة عرفها التاريخ القديم.



أرسل آشور كُتَّاب بلاطه إلى جميع أنحاء بلاد الرافدين، وجمع كل ما يعثرون عليه في القصور الملكية، لملوك وحكَّام وادي الرافدين القدماء والمعاصرين له، من ألواحٍ طينية مكتوبة باللغتين السومرية والأكدية، وأمرهم بأن يعيدوا كتابة ما تلف منها، وأن يترجموا النصوص السومرية للأكدية، وهي اللغة التي كان يتكلم ويكتب بها الآشوريون، وحفظ فيها آلاف الألواح الطينية التي تمثل تراث الرافدين في جميع فروع المعرفة المتنوعة في الجغرافيا والعلوم والطب والسحر والشعر، وقاموا بفهرستها وتبويب موضوعاتها، ووضعها على رفوف متجانسة.



وتتكون المكتبة من قسمين، الأول في قصر سنحاريب، جد آشور بانيبال، وتحتوي أغلب الألواح الطينية التي كانت جاهزة للحفظ، والثاني في قصر آشور حيث أسس فيه مكتبة ثانية جمع فيها ألواحًا مختلفةً عن الأولى، وكان يستخدم القصرين في وقتٍ واحدٍ خلال العام.



استغرقت أعمال التنقيب أكثر من 60 عامًا من الحفر والعمل، وأكثر من ستة أجيالٍ من الآثاريين، والحقيقة أن النصوص لم يُعثر عليها في قصرٍ واحدٍ أو غرفةٍ واحدة، بل وُجِد معظمها متناثرًا ومهشمًا، وهو ما يعني أن المكان قد تعرَّض للتخريب أثناء هجومٍ تعرَّضت له نينوى في عام 611 ق. م. تقريبا، بعد أن ذوَّت تلك الحضارة على أيدي خلفاء الملوك المؤسسين العظام، ثم سقطت بغزو تحالف خارجي، كانت الألواح ملقاة بين الأنقاض وتحت الركام، وخلال سنوات جرى إعادة تركيبها وقراءتها كلمةً كلمة، وسطرًا سطرا.



مكتبة هيركولانيوم المفقودة
اكتشف علماء الآثار في عام 1752 أقدم مكتبة رومانية أثناء البحث عن الحفريات في المدينة القديمة من هيركولانيوم في سنة 79م، بعد أن ثار بركان جبل فيزوف، ودمر المدينة.



احتوت مكتبة هيركولانيوم في الماضي على مجموعة فريدة من البرديات، لكنها اختفت بالكامل بعد ثوران البركان، فلم يستطع العلماء العثور عليها، واعتبرت أحدي المكتبات المفقودة في العالم.



اخترع الراهب أنطونيو بياجيو جهاز يتمكن من قراءة البرديات المتفحمة تحت الرماد البركاني، وبعد أن تمكن من نشر محتويات البردية في عام 1790م، اعتبر البعض نتائجها غير مرضية، بسبب استخدام الرومان الحبر الكربوني في الكتابة، وبعد أن تفحمت البرديات تبيَّن عدم قدرة الجهاز على التفريق بين الحروف المكتوبة بالكربون والورق المفحَّم، لتظل محتويات المكتبة غامضة.



مكتبة الكهف السرية
على أطراف صحراء غوبي في الصين، تقع كهوف الألف بوذا، التي ظلت متوارية عن الأنظار لنحو ألف سنة، حتى اكتشف وانغ يوانلو، راهب من الطائفة الطاوية وأحد الرعاة غير الرسميين للكهوف، الباب السري المؤدي إلى غرفة ملآى بالمخطوطات يعود تاريخها من القرن الرابع إلى القرن الحادي عشر بعد الميلاد، وفي حين لم يبد المسئولون بالإقليم اهتمامًا كبيرًا بالوثائق بعد أن أخبرهم وانغ بأمرها، قام وانغ ببيع نحو 10 ألاف مخطوطة لوفود من فرنسا وروسيا واليابان، ومن ثم خلا الكهف من جل نصوصه القديمة.



غيرت محتويات هذا الكهف التاريخ منذ أن اكتُشفت قبل قرن من الزمن، إذ تضم وثائق دونهوانغ كتاب مجموعة الحكم الماسية (سوترا الماسية)، أحد الكتب المقدسة الرئيسية في الديانة البوذية، وبحسب المكتبة البريطانية، تعود النسخة الموجودة في الكهف إلى سنة 868م، وهي أقدم كتاب مطبوع كامل ومؤرخ في العالم.



مكتبة الساحر هيملر
مكتبة الساحر هيملر من أهم المكتبات في العالم، والتي تحتوي على عددٍ كبيرٍ من الكتب السحرية، وعثر الباحثون على 13 ألف كتاب في السحر الغامض داخل المكتب الوطني للجمهورية التشيكية براغ، وتعددت الأقاويل التي تؤكد اهتمام هيملر بالسحر، والسبب في ذلك اعتقاده بأهمية القوة السحرية وقدرتها على سيطرة النازيين على حكم العالم.



أرشيف الفاتيكان السري
اعتبرت هذه المكتبة أحدي المكتبات السرية والأكثر غموضًا في العالم، والسبب في ذلك إغلاق المحفوظات لفترة طويلة، وعندما تقرر فتحها سُمح فقط للعلماء الكاثوليكيون بالدخول إليها، وحتى الآن ما زال دخولها مقتصرًا على العلماء الكاثوليكيون بعد حصولهم على موافقةٍ من الفاتيكان، وغير مسموح للمؤرخين والباحثين والصحفيين الدخول إليها، ومن المؤكد أن هذه المكتبة تحتوي على أسرارٍ قيِّمة، ولذلك لا يُسمح لأحد بالاطلاع عليها.



مكتبة سيلسوس المفقودة
أُنشأت هذه المكتبة في تركيا قديما، وحصلت هذه المكتبة على المركز الثالث في العصور القديمة، والسبب في ذلك احتوائها على 12 ألف مخطوطة قديمةٍ ونادرة، وبالرغم من قيمة هذه المكتبة وأهميتها في هذا الوقت إلى أنها تدمرت بالكامل ولم يتبقى منها أي شيء، وادَّعى البعض أنها انهارت نتيجة زلزال ضرب منطقة أفسس في تركيا، ولذلك تعتبر إحدى المكتبات الغامضة.



مكتبة طريق الحرير اليهودية
تضم مكتبة طريق الحرير مجموعة قيِّمة ونادرة من المخطوطات التي تعود ملكيتها إلى إحدى العائلات اليهودية التي سكنت طريق الحرير، وهذه المخطوطات متنوعة بعضها رسائل شخصية وبعضها قصائد شعرية بالإضافة إلى بعض مخطوطات الوثائق القانونية، وتوضح هذه المخطوطات كيف توحَّدت العائلات اليهودية في هذا الوقت، وأُطلقت على هذه المخطوطات التي يبلغ عددها ألف مخطوطة مكتبة طريق الحرير اليهودية.
رغم احتواء المكتبات على كثيرٍ من أسرار البشرية، كان مصير أغلبها الضياع لعدم القدرة على حفظ هذه الكنوز القيِّمة، وفيما يلي نعرض أكثر المكتبات غموضًا في العالم. المكتبة الملكية للملك آشور بانيبال قام الملك آشور بانيبال، آخر ملوك الإمبراطورية الآشورية الحديثة بإنشاء أفضل مكتبة في عصره، والتي تعد من أهم إنجازاته العلمية، في القرن السابع قبل الميلاد، والتي احتوت أكثر من 30 ألف لوحٍ طيني، فهي بالفعل أثمن وأقدم وأكبر مكتبة عرفها التاريخ القديم. أرسل آشور كُتَّاب بلاطه إلى جميع أنحاء بلاد الرافدين، وجمع كل ما يعثرون عليه في القصور الملكية، لملوك وحكَّام وادي الرافدين القدماء والمعاصرين له، من ألواحٍ طينية مكتوبة باللغتين السومرية والأكدية، وأمرهم بأن يعيدوا كتابة ما تلف منها، وأن يترجموا النصوص السومرية للأكدية، وهي اللغة التي كان يتكلم ويكتب بها الآشوريون، وحفظ فيها آلاف الألواح الطينية التي تمثل تراث الرافدين في جميع فروع المعرفة المتنوعة في الجغرافيا والعلوم والطب والسحر والشعر، وقاموا بفهرستها وتبويب موضوعاتها، ووضعها على رفوف متجانسة. وتتكون المكتبة من قسمين، الأول في قصر سنحاريب، جد آشور بانيبال، وتحتوي أغلب الألواح الطينية التي كانت جاهزة للحفظ، والثاني في قصر آشور حيث أسس فيه مكتبة ثانية جمع فيها ألواحًا مختلفةً عن الأولى، وكان يستخدم القصرين في وقتٍ واحدٍ خلال العام. استغرقت أعمال التنقيب أكثر من 60 عامًا من الحفر والعمل، وأكثر من ستة أجيالٍ من الآثاريين، والحقيقة أن النصوص لم يُعثر عليها في قصرٍ واحدٍ أو غرفةٍ واحدة، بل وُجِد معظمها متناثرًا ومهشمًا، وهو ما يعني أن المكان قد تعرَّض للتخريب أثناء هجومٍ تعرَّضت له نينوى في عام 611 ق. م. تقريبا، بعد أن ذوَّت تلك الحضارة على أيدي خلفاء الملوك المؤسسين العظام، ثم سقطت بغزو تحالف خارجي، كانت الألواح ملقاة بين الأنقاض وتحت الركام، وخلال سنوات جرى إعادة تركيبها وقراءتها كلمةً كلمة، وسطرًا سطرا. مكتبة هيركولانيوم المفقودة اكتشف علماء الآثار في عام 1752 أقدم مكتبة رومانية أثناء البحث عن الحفريات في المدينة القديمة من هيركولانيوم في سنة 79م، بعد أن ثار بركان جبل فيزوف، ودمر المدينة. احتوت مكتبة هيركولانيوم في الماضي على مجموعة فريدة من البرديات، لكنها اختفت بالكامل بعد ثوران البركان، فلم يستطع العلماء العثور عليها، واعتبرت أحدي المكتبات المفقودة في العالم. اخترع الراهب أنطونيو بياجيو جهاز يتمكن من قراءة البرديات المتفحمة تحت الرماد البركاني، وبعد أن تمكن من نشر محتويات البردية في عام 1790م، اعتبر البعض نتائجها غير مرضية، بسبب استخدام الرومان الحبر الكربوني في الكتابة، وبعد أن تفحمت البرديات تبيَّن عدم قدرة الجهاز على التفريق بين الحروف المكتوبة بالكربون والورق المفحَّم، لتظل محتويات المكتبة غامضة. مكتبة الكهف السرية على أطراف صحراء غوبي في الصين، تقع كهوف الألف بوذا، التي ظلت متوارية عن الأنظار لنحو ألف سنة، حتى اكتشف وانغ يوانلو، راهب من الطائفة الطاوية وأحد الرعاة غير الرسميين للكهوف، الباب السري المؤدي إلى غرفة ملآى بالمخطوطات يعود تاريخها من القرن الرابع إلى القرن الحادي عشر بعد الميلاد، وفي حين لم يبد المسئولون بالإقليم اهتمامًا كبيرًا بالوثائق بعد أن أخبرهم وانغ بأمرها، قام وانغ ببيع نحو 10 ألاف مخطوطة لوفود من فرنسا وروسيا واليابان، ومن ثم خلا الكهف من جل نصوصه القديمة. غيرت محتويات هذا الكهف التاريخ منذ أن اكتُشفت قبل قرن من الزمن، إذ تضم وثائق دونهوانغ كتاب مجموعة الحكم الماسية (سوترا الماسية)، أحد الكتب المقدسة الرئيسية في الديانة البوذية، وبحسب المكتبة البريطانية، تعود النسخة الموجودة في الكهف إلى سنة 868م، وهي أقدم كتاب مطبوع كامل ومؤرخ في العالم. مكتبة الساحر هيملر مكتبة الساحر هيملر من أهم المكتبات في العالم، والتي تحتوي على عددٍ كبيرٍ من الكتب السحرية، وعثر الباحثون على 13 ألف كتاب في السحر الغامض داخل المكتب الوطني للجمهورية التشيكية براغ، وتعددت الأقاويل التي تؤكد اهتمام هيملر بالسحر، والسبب في ذلك اعتقاده بأهمية القوة السحرية وقدرتها على سيطرة النازيين على حكم العالم. أرشيف الفاتيكان السري اعتبرت هذه المكتبة أحدي المكتبات السرية والأكثر غموضًا في العالم، والسبب في ذلك إغلاق المحفوظات لفترة طويلة، وعندما تقرر فتحها سُمح فقط للعلماء الكاثوليكيون بالدخول إليها، وحتى الآن ما زال دخولها مقتصرًا على العلماء الكاثوليكيون بعد حصولهم على موافقةٍ من الفاتيكان، وغير مسموح للمؤرخين والباحثين والصحفيين الدخول إليها، ومن المؤكد أن هذه المكتبة تحتوي على أسرارٍ قيِّمة، ولذلك لا يُسمح لأحد بالاطلاع عليها. مكتبة سيلسوس المفقودة أُنشأت هذه المكتبة في تركيا قديما، وحصلت هذه المكتبة على المركز الثالث في العصور القديمة، والسبب في ذلك احتوائها على 12 ألف مخطوطة قديمةٍ ونادرة، وبالرغم من قيمة هذه المكتبة وأهميتها في هذا الوقت إلى أنها تدمرت بالكامل ولم يتبقى منها أي شيء، وادَّعى البعض أنها انهارت نتيجة زلزال ضرب منطقة أفسس في تركيا، ولذلك تعتبر إحدى المكتبات الغامضة. مكتبة طريق الحرير اليهودية تضم مكتبة طريق الحرير مجموعة قيِّمة ونادرة من المخطوطات التي تعود ملكيتها إلى إحدى العائلات اليهودية التي سكنت طريق الحرير، وهذه المخطوطات متنوعة بعضها رسائل شخصية وبعضها قصائد شعرية بالإضافة إلى بعض مخطوطات الوثائق القانونية، وتوضح هذه المخطوطات كيف توحَّدت العائلات اليهودية في هذا الوقت، وأُطلقت على هذه المخطوطات التي يبلغ عددها ألف مخطوطة مكتبة طريق الحرير اليهودية.
اعجاب
1
0 التعليقات 0 نشر 3981 مشاهدة 0 مراجعات
اعلان