ندوة بعنوان التسامح وقبول الاخر سر تقدم الامم // اعداد يوسف ابوالعباس*

**بدأت الاستاذة / ...............الندوة قائلة :**

**التسامح أحد الأخلاق الإسلامية والإنسانية الرفيعة، وفيه معنى العفو والصفح والحلم، إلى جانب السهولة ولين الجانب، ونبذ الحقد والكراهية، فهو يتعلق بأحد أسس العلاقات الإيجابية بين الناس، وأحد مقومات السلم المجتمعي، وهو لا يتعلق بجانب دون جانب، ولا بالفرد وحده، بل يتعدى ذلك ليشمل الكثير من جوانب الحياة، ويشمل الفرد والجماعة على حدٍّ سواء،**

**والتَّسامح من الخِصال الجليلة، ومن صفات الأنبياء والعظماء عبر التَّاريخ وعلى رأس هؤلاء النَّبي محمَّد صلى الله عليه وسلم الذي سامح كفَّار قريش عندما دخل مكّة فاتحًا على جميع ما فعلوه به وبأصحابه من صنوف العذاب والنَّكال؛ فقال: اذهبوا فأنتم الطُّلقاء؛ فبذلك يكون النبي صلى الله عليه وسلم والدين الإسلامي قد سبقا جميع المؤتمرات والمواثيق التي صدرت حول معنى التسامح، وأهميته في التعايش وكسب القلوب.**

**وتناولت الاستاذة / ..........طرف الحديث قائلة :**

**التَّسامح ضرورةً مهمّةً في الحياة سياسيًّا وقانونيًّا وليس مجرّد فِعلٍ أخلاقيٍّ حميدٍ، وصفةٍ فُضلى تنشر السَّلام في العالم، وتساعد على إحلال ثقافة السَّلام والتَّعايش محلّ ثقافة الحرب ورفض الآخر. التَّسامح لا يعني التَّنازل من طرفٍ لآخر، كما لا يعني المجاملة أو المحاباة بل هو موقفٌ يعتمد على الاعتراف الكامل والمُطلق بالحقّ الشَّخصيّ للإنسان والحريات الرئيسيّة للطَّرف الآخر. التَّسامح هو الحلّ الأمثل والمفتاح السِّحريّ للوصول إلى مطالب رئيسيةٍ كحقوق الإنسان، والدِّيموقراطيّة، والتَّعدديّة، والتَّشاركيّة، وتقبل الآخر. العمل على تطبيق مفهوم التَّسامح لا يكون بالأقوال بل بالاعتراف بحقّ كل إنسانٍ على وجه الأرض باختيار ما يُريد من حيث المعتقدات والمذهب والفِكر والنَّهج الذي يسير عليه، كذلك للطَّرف الآخر نفس الحقّ دون تفريقٍ أو تمييزٍ دون أنْ يكون لأحدٍ السُّلطة على فرض الرَّأي على الآخر.**

**س : ماهي مجالات التسامح ؟**

**اجابت الاستاذة / ................**

**للتسامح مجالاته المتعددة، ويترتب عليه آثاره الطيبة أيضاً.**

**من مجالات التسامح : التسامح في علاقات الأفراد مع بعضهم البعض في حياتهم اليومية؛ كتسامح الأب مع تقصير أبنائه وأخطائهم، وتسامح الرجل مع زوجته، وتسامح الجار مع جاره، وتسامح الكبير مع الصغير، وتسامح رب العمل مع عمّاله بالتخفيف عليهم وعدم استغلالهم والتجاوز عن هفواتهم، وتسامح المدرس مع زلات طلابه، ومعاملتهم بروح الأبوة المسؤولة.**

**وأيضاً تسامح البائع مع المشتري، بالصبر والحلم. فمن ذلك ما ذكره جابر عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (رَحِمَ اللهُ عبدًا سَمْحًا إذا باعَ، سَمْحًا إذا اشْتَرى، سَمْحًا إذا قَضَى، سَمْحًا إذا اقْتَضَى)، وكذلك تسامح الدائن مع المدين،**

**ويشمل التسامح أيضاً العلاقة مع أصحاب الديانات الأخرى، ممن يعيشون في كنف الدولة المسلمة فهؤلاء لهم الحق في العبادة بحرية تامّة دون تدخل في شؤونهم،**

**ومن مجالاته أيضا حق التعبير عن الرأي وعدم مصادرة هذا الحق بذرائع شتى، ومقابلة السيئة بالحسنة، لقوله تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) ،**

**وكما نلاحظ فإنّ مجالات التسامح متعددة، وتتناول تفاصيل الحياة اليومية، صغيرها وكبيرها؛ ذلك أنّه نبض الدماء الذي يغذي شرايينها.**

**س: ماهي أثار التسامح ؟**

**اجابت الاستاذة / ................**

**آثار التسامح متى التزم أفراد المجتمع بخلق التسامح في كل مجالاته، فإن جواً من السعادة سيغمر حياتهم، فتقوى روابط المحبة بينهم، ويعمّ الاستقرار، وتختفي العداوات، وينتشر العدل، وتعم الطمأنينة قلوب النّاس والأسر، فلا نكاد نسمع عن سجون تمتلئ بالمجرمين، ولا يجد أهل الإصلاح ما يقومون به في هذا المجال، حيث احتل التسامح دورهم، وقام بما يقومون به وزيادة، على لسان أفراد المجتمع في مختلف أماكن تواجدهم وعملهم، وعلى مختلف أنواع علاقاتهم،**

**س : ماالاثار المترتبة علي عدم التسامح ؟**

**اجابت الاستاذة / ................**

**ونقيض التسامح العداوة والبغضاء والحق، وآثار ذلك وخيمة جداً على الفرد وعلى المجتمع بأسره، بل هي بذور الانهيار الحقيقية التي تفتك بالأمن والسلم المجتمعي. وعليه فإنّ الأخلاق الإسلامية والإنسانية الرفيعة، والتي من ضمنها خلق التسامح هي الضمانة الوحيدة لاستقرار الأمم والشعوب، ونهضة ورقي المجتمعات، فهي لبنات أساسية في بنيان الأمم والشعوب، وعنوان أصيل في هويتها وسبب في نهضتها وعزتها واستقرارها،**

**ويقول أحمد شوقي: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا**
ندوة بعنوان التسامح وقبول الاخر سر تقدم الامم // اعداد يوسف ابوالعباس* **بدأت الاستاذة / ...............الندوة قائلة :** **التسامح أحد الأخلاق الإسلامية والإنسانية الرفيعة، وفيه معنى العفو والصفح والحلم، إلى جانب السهولة ولين الجانب، ونبذ الحقد والكراهية، فهو يتعلق بأحد أسس العلاقات الإيجابية بين الناس، وأحد مقومات السلم المجتمعي، وهو لا يتعلق بجانب دون جانب، ولا بالفرد وحده، بل يتعدى ذلك ليشمل الكثير من جوانب الحياة، ويشمل الفرد والجماعة على حدٍّ سواء،** **والتَّسامح من الخِصال الجليلة، ومن صفات الأنبياء والعظماء عبر التَّاريخ وعلى رأس هؤلاء النَّبي محمَّد صلى الله عليه وسلم الذي سامح كفَّار قريش عندما دخل مكّة فاتحًا على جميع ما فعلوه به وبأصحابه من صنوف العذاب والنَّكال؛ فقال: اذهبوا فأنتم الطُّلقاء؛ فبذلك يكون النبي صلى الله عليه وسلم والدين الإسلامي قد سبقا جميع المؤتمرات والمواثيق التي صدرت حول معنى التسامح، وأهميته في التعايش وكسب القلوب.** **وتناولت الاستاذة / ..........طرف الحديث قائلة :** **التَّسامح ضرورةً مهمّةً في الحياة سياسيًّا وقانونيًّا وليس مجرّد فِعلٍ أخلاقيٍّ حميدٍ، وصفةٍ فُضلى تنشر السَّلام في العالم، وتساعد على إحلال ثقافة السَّلام والتَّعايش محلّ ثقافة الحرب ورفض الآخر. التَّسامح لا يعني التَّنازل من طرفٍ لآخر، كما لا يعني المجاملة أو المحاباة بل هو موقفٌ يعتمد على الاعتراف الكامل والمُطلق بالحقّ الشَّخصيّ للإنسان والحريات الرئيسيّة للطَّرف الآخر. التَّسامح هو الحلّ الأمثل والمفتاح السِّحريّ للوصول إلى مطالب رئيسيةٍ كحقوق الإنسان، والدِّيموقراطيّة، والتَّعدديّة، والتَّشاركيّة، وتقبل الآخر. العمل على تطبيق مفهوم التَّسامح لا يكون بالأقوال بل بالاعتراف بحقّ كل إنسانٍ على وجه الأرض باختيار ما يُريد من حيث المعتقدات والمذهب والفِكر والنَّهج الذي يسير عليه، كذلك للطَّرف الآخر نفس الحقّ دون تفريقٍ أو تمييزٍ دون أنْ يكون لأحدٍ السُّلطة على فرض الرَّأي على الآخر.** **س : ماهي مجالات التسامح ؟** **اجابت الاستاذة / ................** **للتسامح مجالاته المتعددة، ويترتب عليه آثاره الطيبة أيضاً.** **من مجالات التسامح : التسامح في علاقات الأفراد مع بعضهم البعض في حياتهم اليومية؛ كتسامح الأب مع تقصير أبنائه وأخطائهم، وتسامح الرجل مع زوجته، وتسامح الجار مع جاره، وتسامح الكبير مع الصغير، وتسامح رب العمل مع عمّاله بالتخفيف عليهم وعدم استغلالهم والتجاوز عن هفواتهم، وتسامح المدرس مع زلات طلابه، ومعاملتهم بروح الأبوة المسؤولة.** **وأيضاً تسامح البائع مع المشتري، بالصبر والحلم. فمن ذلك ما ذكره جابر عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (رَحِمَ اللهُ عبدًا سَمْحًا إذا باعَ، سَمْحًا إذا اشْتَرى، سَمْحًا إذا قَضَى، سَمْحًا إذا اقْتَضَى)، وكذلك تسامح الدائن مع المدين،** **ويشمل التسامح أيضاً العلاقة مع أصحاب الديانات الأخرى، ممن يعيشون في كنف الدولة المسلمة فهؤلاء لهم الحق في العبادة بحرية تامّة دون تدخل في شؤونهم،** **ومن مجالاته أيضا حق التعبير عن الرأي وعدم مصادرة هذا الحق بذرائع شتى، ومقابلة السيئة بالحسنة، لقوله تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) ،** **وكما نلاحظ فإنّ مجالات التسامح متعددة، وتتناول تفاصيل الحياة اليومية، صغيرها وكبيرها؛ ذلك أنّه نبض الدماء الذي يغذي شرايينها.** **س: ماهي أثار التسامح ؟** **اجابت الاستاذة / ................** **آثار التسامح متى التزم أفراد المجتمع بخلق التسامح في كل مجالاته، فإن جواً من السعادة سيغمر حياتهم، فتقوى روابط المحبة بينهم، ويعمّ الاستقرار، وتختفي العداوات، وينتشر العدل، وتعم الطمأنينة قلوب النّاس والأسر، فلا نكاد نسمع عن سجون تمتلئ بالمجرمين، ولا يجد أهل الإصلاح ما يقومون به في هذا المجال، حيث احتل التسامح دورهم، وقام بما يقومون به وزيادة، على لسان أفراد المجتمع في مختلف أماكن تواجدهم وعملهم، وعلى مختلف أنواع علاقاتهم،** **س : ماالاثار المترتبة علي عدم التسامح ؟** **اجابت الاستاذة / ................** **ونقيض التسامح العداوة والبغضاء والحق، وآثار ذلك وخيمة جداً على الفرد وعلى المجتمع بأسره، بل هي بذور الانهيار الحقيقية التي تفتك بالأمن والسلم المجتمعي. وعليه فإنّ الأخلاق الإسلامية والإنسانية الرفيعة، والتي من ضمنها خلق التسامح هي الضمانة الوحيدة لاستقرار الأمم والشعوب، ونهضة ورقي المجتمعات، فهي لبنات أساسية في بنيان الأمم والشعوب، وعنوان أصيل في هويتها وسبب في نهضتها وعزتها واستقرارها،** **ويقول أحمد شوقي: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا**
اعجاب
1
0 التعليقات 0 نشر 2800 مشاهدة
اعلان