كتاب جروح الذاكرة pdf
مجاني
متاح
0 مراجعات
"وصمت الدكتور سليم لفترة، وعاد للعب بقلمه وهو يبتسم وينظر إلى لطيفة، ثم قال: هذا هو بالضبط ما عنيته من الرغبة اللاشعورية في الهرب من المسؤولية، وهو ما ينقلب إحساساً مفرطاً بالمسؤولية على المستوى الشعوري. فهذا "المجنون"، كما كانوا يصنفون رضى النفس في الماضي، يوجز بحديثه الشعوري ما يمكن أن يملأ كتباً ومجلدات عديدة عن حالة الفرد المعاصر عموماً، ورغباته اللاشعورية... وقد كنت يا لطيفة تريدين لا شعورياً أن تكوني كذاك المجنون.. لا حرج في الدنيا، ولا حساب في الآخرة.. انتفاء المسؤولية. ثم وهو يلقي القلم جانباً؛ فالمجتمع الذي عشته في الطفولة غير المجتمع الذي عشته في سن النضج، غير المجتمع الذي عشته بين هاتين المرحلتين.. التغيرات السريعة والجذرية التي مرّ بها بلدك غيرت في سلم القيم لديكم، ولم تغير في الوقت نفسه.. تناقض، أليس كذلك؟.. نعم هو تناقض انعكس على حياتك النفسية، وربما الحياة النفسية لآخرين، ولكن هذا التناقض انفجر بهذا الشكل لديك نتيجة عوامل أخرى خاصة بك..".
جروح ذاكرة وجروح مجتمع يكشف عنها تركي الحمد، يلقي الأضواء، يحرك الكلمات والمواقف والمشاعر والأذهان، تبرز لطيفة وعائلتها وتحتل كل شخصية في ذهن القارئ زاوية ويتفاعل مع أحداها فربما كان هو لطيفة بمعاناتها التي قمعتها لتمثل بحضورها قمة الرزانة والكمال، وربما كان صالحاً الزوج الذي يعيش لذاته في مجتمع عرف أفراده الترف وانغمسوا فيه دون حساب، وربما كان خالداً الابن البكر وربما كان بدرية وربما كان... فلكل معاناته ولكل نفسية وتحليلات غاص بها تركي الحمد، مستشفاً من صراعاتها الداخلية بعداً واقعياً تموج به الحياة، لتضحي جروح الذاكرة جراح أفراد وجراح مجتمع يسعى طبيب الكلمة تركي الحمد الكشف عنها في محاولة لتوضيح المكبوت وتسمية الموجود للوصول إلى فهم أمثل للإنسان بكل أبعاده النفسية ولاستيعاب أسباب الصراعات والمعاناة التي تحتدم في الداخل لتنفجر في لحظة ما وذلك عند الفشل في إقامة حوار مطمئن ومتوازن بين الداخل والواقع.
رواية تأخذ أبعاداً إنسانية تقارب في معالجتها حدّ النضج الفكري الإنساني الواعي لأزماته المتمكن من طرحها من خلال أسلوب روائي ينسي القارئ عبء وثقل ظل التحليل النفسي، ليسترسل في أفكاره متعاطفاً في مشاعره مع كل الشخصيات، ومتنبهاً لكل الأزمات، ومتابعاً بشغف مسيرة الأحداث.
نبذة الناشر:
ويبتسم الدكتور ابتسامة نصر وهو يقفل جهاز التسجيل ويقفل دفتر الملاحظات، وملامح الرضا تحتل كافة زوايا وجهه المتغضن وهو يقول:
"الإنسان يا لطيفة مثل جبل جليد عائم في محيط، المغمور منه أكثر من الظاهر.. وحياة الفرد مثل سفينة تجوب ذاك المحيط، مهما بدت عظيمة وكاملة، إلاّ أنها من الممكن أن تغرق بالاصطدام بمثل تلك الجبال المغمورة.. قد نستطيع تجنب الاصطدام برأس الجبل عند رؤيته، ولكننا لا يمكن أن نتفادى المغمور منه إلاّ بأجهزة تفوق الرؤية المباشرة.. وما تفعله هنا هو شيء من ذلك النوع.."
يشكّل هذا الجزء من الرواية تلخيصاً كاملاً لها. فالإنسان ذلك المجهول، كما سمّاه أحد المفكرين، أو القرد العاري، كما سمّاه آخر، يحمل في أعماقه كل المتناقضات، وكل الصراعات، وهو الذي فرض نفسه سيداً على الأرض بالرغم من ذلك. هذا الإنسان أشبه حقيقة ببحيرة متسعة الأرجاء، تعتقد فيها كل الهدوء والجمال حين تنظر إلى سطحها في يوم رق نسيمه وصفت شمسه، ولكنه يحوي في أعماقه كل ما يمكن أن يُتصور وما لا يمكن، حين تتجاوز السطح إلى الأعماق. في داخل هذا الإنسان يكمن الخير والشر، والقوة والضعف، الرحمة والقسوة. يتسامى حتى يكاد يصل إلى مرتبة الملائكة، ويتدنى حتى يكاد يصل إلى مرتبة الشياطين، ولكنه في النهاية يبقى إنساناً، لا هذا ولا ذاك. ما هي الظروف التي تجعل من الإنسان هذا أو ذاك؟ هذا هو السؤال الذي ما زال مفتوحاً لكل إجابة. فرغم أن الإنسان حقق الكثير في محاولته السيطرة على محيطه المادي، إلاّ أنه لا زال لغزاً هو بذاته، ولا يزال مجهولاً بالنسبة لنفسه. وإن كان قد أجاب على كثير من الأسئلة في هذا المجال، إلاّ أن الأسئلة لا زالت كثيرة، والأجوبة لا زالت عديدة، والخافي أعظم. قرون عديدة تفصلنا عن "سقراط"، ولكن سؤاله الأزلي لا زال يرن في الأذن: اعرف نفسك..
"وصمت الدكتور سليم لفترة، وعاد للعب بقلمه وهو يبتسم وينظر إلى لطيفة، ثم قال: هذا هو بالضبط ما عنيته من الرغبة اللاشعورية في الهرب من المسؤولية، وهو ما ينقلب إحساساً مفرطاً بالمسؤولية على المستوى الشعوري. فهذا "المجنون"، كما كانوا يصنفون رضى النفس في الماضي، يوجز بحديثه الشعوري ما يمكن أن يملأ كتباً ومجلدات عديدة عن حالة الفرد المعاصر عموماً، ورغباته اللاشعورية... وقد كنت يا لطيفة تريدين لا شعورياً أن تكوني كذاك المجنون.. لا حرج في الدنيا، ولا حساب في الآخرة.. انتفاء المسؤولية. ثم وهو يلقي القلم جانباً؛ فالمجتمع الذي عشته في الطفولة غير المجتمع الذي عشته في سن النضج، غير المجتمع الذي عشته بين هاتين المرحلتين.. التغيرات السريعة والجذرية التي مرّ بها بلدك غيرت في سلم القيم لديكم، ولم تغير في الوقت نفسه.. تناقض، أليس كذلك؟.. نعم هو تناقض انعكس على حياتك النفسية، وربما الحياة النفسية لآخرين، ولكن هذا التناقض انفجر بهذا الشكل لديك نتيجة عوامل أخرى خاصة بك..". جروح ذاكرة وجروح مجتمع يكشف عنها تركي الحمد، يلقي الأضواء، يحرك الكلمات والمواقف والمشاعر والأذهان، تبرز لطيفة وعائلتها وتحتل كل شخصية في ذهن القارئ زاوية ويتفاعل مع أحداها فربما كان هو لطيفة بمعاناتها التي قمعتها لتمثل بحضورها قمة الرزانة والكمال، وربما كان صالحاً الزوج الذي يعيش لذاته في مجتمع عرف أفراده الترف وانغمسوا فيه دون حساب، وربما كان خالداً الابن البكر وربما كان بدرية وربما كان... فلكل معاناته ولكل نفسية وتحليلات غاص بها تركي الحمد، مستشفاً من صراعاتها الداخلية بعداً واقعياً تموج به الحياة، لتضحي جروح الذاكرة جراح أفراد وجراح مجتمع يسعى طبيب الكلمة تركي الحمد الكشف عنها في محاولة لتوضيح المكبوت وتسمية الموجود للوصول إلى فهم أمثل للإنسان بكل أبعاده النفسية ولاستيعاب أسباب الصراعات والمعاناة التي تحتدم في الداخل لتنفجر في لحظة ما وذلك عند الفشل في إقامة حوار مطمئن ومتوازن بين الداخل والواقع. رواية تأخذ أبعاداً إنسانية تقارب في معالجتها حدّ النضج الفكري الإنساني الواعي لأزماته المتمكن من طرحها من خلال أسلوب روائي ينسي القارئ عبء وثقل ظل التحليل النفسي، ليسترسل في أفكاره متعاطفاً في مشاعره مع كل الشخصيات، ومتنبهاً لكل الأزمات، ومتابعاً بشغف مسيرة الأحداث. نبذة الناشر: ويبتسم الدكتور ابتسامة نصر وهو يقفل جهاز التسجيل ويقفل دفتر الملاحظات، وملامح الرضا تحتل كافة زوايا وجهه المتغضن وهو يقول: "الإنسان يا لطيفة مثل جبل جليد عائم في محيط، المغمور منه أكثر من الظاهر.. وحياة الفرد مثل سفينة تجوب ذاك المحيط، مهما بدت عظيمة وكاملة، إلاّ أنها من الممكن أن تغرق بالاصطدام بمثل تلك الجبال المغمورة.. قد نستطيع تجنب الاصطدام برأس الجبل عند رؤيته، ولكننا لا يمكن أن نتفادى المغمور منه إلاّ بأجهزة تفوق الرؤية المباشرة.. وما تفعله هنا هو شيء من ذلك النوع.." يشكّل هذا الجزء من الرواية تلخيصاً كاملاً لها. فالإنسان ذلك المجهول، كما سمّاه أحد المفكرين، أو القرد العاري، كما سمّاه آخر، يحمل في أعماقه كل المتناقضات، وكل الصراعات، وهو الذي فرض نفسه سيداً على الأرض بالرغم من ذلك. هذا الإنسان أشبه حقيقة ببحيرة متسعة الأرجاء، تعتقد فيها كل الهدوء والجمال حين تنظر إلى سطحها في يوم رق نسيمه وصفت شمسه، ولكنه يحوي في أعماقه كل ما يمكن أن يُتصور وما لا يمكن، حين تتجاوز السطح إلى الأعماق. في داخل هذا الإنسان يكمن الخير والشر، والقوة والضعف، الرحمة والقسوة. يتسامى حتى يكاد يصل إلى مرتبة الملائكة، ويتدنى حتى يكاد يصل إلى مرتبة الشياطين، ولكنه في النهاية يبقى إنساناً، لا هذا ولا ذاك. ما هي الظروف التي تجعل من الإنسان هذا أو ذاك؟ هذا هو السؤال الذي ما زال مفتوحاً لكل إجابة. فرغم أن الإنسان حقق الكثير في محاولته السيطرة على محيطه المادي، إلاّ أنه لا زال لغزاً هو بذاته، ولا يزال مجهولاً بالنسبة لنفسه. وإن كان قد أجاب على كثير من الأسئلة في هذا المجال، إلاّ أن الأسئلة لا زالت كثيرة، والأجوبة لا زالت عديدة، والخافي أعظم. قرون عديدة تفصلنا عن "سقراط"، ولكن سؤاله الأزلي لا زال يرن في الأذن: اعرف نفسك..
رابط التحميل
https://librarians.me/link/QfXu0M
المؤلف
تركي الحمد
0 التعليقات 0 نشر 1135 مشاهدة 0 مراجعات
اعلان