هذه الرواية، أنشودة حزينة لكاتب شجي، هو واحد من أصحاب أعذب الأساليب العربية وأنصعها، لا قلق في مفرداته ولا مهجور، تكتنف كل جملة لديه روح غنائية واضحة، ومن تناسق الجمل تغدو الكتابة عنده لحنًا ممتدًا.

محمد المنسي قنديل، أسلوبه هو هبته وموهبته، لكنه لم يركن إلى بكارة الموهبة وحدها، بل راح ينهل من كل رحيق ثقافي، ويتغذى ليكون علامة خاصة على كاتب متعدد القدرات، وهو يعود هنا إلى بيته الأول فيبدع بلغة القص رواية بالمعنى والمسعى، أشودة هذه الرواية هي قصائد الشاعر الروائي "علي" ومهارة أصابع الصديق "مصطفى" وحب قطرة ندى تذوب مع الشعاع، إنهم بشر يجتازون مستنقعات الفقر والموت بإنجازات القصائد ورهافة الحس، وأشواق القل، فإلى أين المسير؟! في الرواية تكمن الإجابة.