كتاب وحدها شجرة الرمان Used
Gratis
In stock
0 Anteprima
من رحم المعاناة، ومن مناخات الحرب وأهوالهان والتي تعقب تفكك أي دولة وانهيار نظامها القائم، يصدح الأدباء بأقلامهم، و"سنان أنطون" من المبدعين الشباب الذين جسّدوا آلام بلادهم بالكتابة، شأنه شأن كل مثقف مغترب عن وطنه الأم، وهذه المرة نحن في العراق.

في "وحدها شجرة الرمان" يضعنا الروائي أمام جدلية الحياة والموت. أبطال روايته عبارة عن جثث تنتظر دورها، وكأنه نص مفتوح متعدد الحفر يغوص في المناطق الغمضة والمعتمة في حياة الإنسان العربي الذي أصبح أمام امتحانات تتكرر كل يوم، وكأنه أمام ملهاة أكثر منها مأساة.

تدور أحداث الرواية في العراق حول مأساة شاب عراقي يكتب له القدر أن يولد في عائلة تمتهن غسل الموتى وتكفينهم، فيبدأ عمله باكراً مع والده، لكنه عندما يصبح شاباً ينجرف نحو الفن ويتمرد على والده ويصر على دراسة النحت في أكاديمية الفنون الجميلة، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث يفرض الحصار على بلده العراق، فينجم عن ذلك مصاعب إقتصادية على الناس، وفي هكذا أحوال تضيع الأحلام، ويشخص الواقع بقسوته أمام بطل الرواية، فيضطر إلى العمل صباغاً للبيوت عند العائلات الميسورة والتي اغتنت بفعل الفوضى والفساد الذي عم البلاد بعد الحرب الأخيرة والإحتلال وموت والده، تتدهور الحياة إلى الأسوأ فتضطره الظروف إلى ممارسة المهنة نفسها التي ظل يهرب منها طوال حياته، فيعود إلى غسل الجثث وتكفينها، ومع تزايد العنف الطائفي في البلاد، تتراكم الجثث أمامه، فيصبح الموت رفيقه في المنام واليقظة، وهنا تبرز براعة الراوي في التعبير عن كينونة الفرد، في البلاد، التي يقع أبناؤها ضحايا هكذا أنظمة شمولية لا تحترم إنسانية الإنسان، والموت حالة طبيعية لا يهتز له وجدان، في عالم مرتبك لم يتضح إلى الآن انتماءه، هل يستجدي المحتل، أم يدافع عن أصالته وعروبته، وهنا يضعنا الروائي أمام صيرورة الأحداث في حركتها التاريخية والمجتمعية وبناء كينونتها الخاصة إزاء المؤثرات المختلفة حيث تبدو المواجهة لبنى السلطة السياسية والإجتماعية، وتلك هي مهمة نضالية للمبدعين العرب حيث وضعت الأحداث الأخيرة في العراق وما رافقها من بؤس وتفسّخ إجتماعي وضياع، الأدباء أمام مسؤولية في الإستقلال عن الخطاب الإيديولوجي المهيمن، وإسماع أصوات الذات المقموعة، والمواجع الحقيقية التي عصفت ولا تزال في أكثر من بلد عربي بات رهينة للغرب سواء أكان محتلاً أم لا .
من رحم المعاناة، ومن مناخات الحرب وأهوالهان والتي تعقب تفكك أي دولة وانهيار نظامها القائم، يصدح الأدباء بأقلامهم، و"سنان أنطون" من المبدعين الشباب الذين جسّدوا آلام بلادهم بالكتابة، شأنه شأن كل مثقف مغترب عن وطنه الأم، وهذه المرة نحن في العراق. في "وحدها شجرة الرمان" يضعنا الروائي أمام جدلية الحياة والموت. أبطال روايته عبارة عن جثث تنتظر دورها، وكأنه نص مفتوح متعدد الحفر يغوص في المناطق الغمضة والمعتمة في حياة الإنسان العربي الذي أصبح أمام امتحانات تتكرر كل يوم، وكأنه أمام ملهاة أكثر منها مأساة. تدور أحداث الرواية في العراق حول مأساة شاب عراقي يكتب له القدر أن يولد في عائلة تمتهن غسل الموتى وتكفينهم، فيبدأ عمله باكراً مع والده، لكنه عندما يصبح شاباً ينجرف نحو الفن ويتمرد على والده ويصر على دراسة النحت في أكاديمية الفنون الجميلة، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث يفرض الحصار على بلده العراق، فينجم عن ذلك مصاعب إقتصادية على الناس، وفي هكذا أحوال تضيع الأحلام، ويشخص الواقع بقسوته أمام بطل الرواية، فيضطر إلى العمل صباغاً للبيوت عند العائلات الميسورة والتي اغتنت بفعل الفوضى والفساد الذي عم البلاد بعد الحرب الأخيرة والإحتلال وموت والده، تتدهور الحياة إلى الأسوأ فتضطره الظروف إلى ممارسة المهنة نفسها التي ظل يهرب منها طوال حياته، فيعود إلى غسل الجثث وتكفينها، ومع تزايد العنف الطائفي في البلاد، تتراكم الجثث أمامه، فيصبح الموت رفيقه في المنام واليقظة، وهنا تبرز براعة الراوي في التعبير عن كينونة الفرد، في البلاد، التي يقع أبناؤها ضحايا هكذا أنظمة شمولية لا تحترم إنسانية الإنسان، والموت حالة طبيعية لا يهتز له وجدان، في عالم مرتبك لم يتضح إلى الآن انتماءه، هل يستجدي المحتل، أم يدافع عن أصالته وعروبته، وهنا يضعنا الروائي أمام صيرورة الأحداث في حركتها التاريخية والمجتمعية وبناء كينونتها الخاصة إزاء المؤثرات المختلفة حيث تبدو المواجهة لبنى السلطة السياسية والإجتماعية، وتلك هي مهمة نضالية للمبدعين العرب حيث وضعت الأحداث الأخيرة في العراق وما رافقها من بؤس وتفسّخ إجتماعي وضياع، الأدباء أمام مسؤولية في الإستقلال عن الخطاب الإيديولوجي المهيمن، وإسماع أصوات الذات المقموعة، والمواجع الحقيقية التي عصفت ولا تزال في أكثر من بلد عربي بات رهينة للغرب سواء أكان محتلاً أم لا .
رابط التحميل
https://librarians.me/link/j13ZTki
المؤلف
سنان أنطون
0 Commenti 0 condivisioni 2K Views 0 Anteprima
Sponsorizzato