ندوة بعنوان ( فضل العلم ) المرحلة الاعدادية والثانوية

احمد عبدالحميد
اﻻدارة
انضم: 2020-11-30 22:45:24
2021-01-27 10:44:11


بدأ الاستاذ / ............. الندوة قائلا :

الحمد لله رب العالمين، الذي شرف أهل العلم ورفع منزلتهم على سائر الخلق، وأصلي وأسلم على سيد الأولين والآخرين، الذي لم يُورِّث دينارًا ولا درهمًا، وإنما وَرَّث العلم، فمن أخذه فقد أخذ حظًّا وافرًا، ومن حُرِمه فهو المحروم

فمن ذلك قول الله – عز وجل – في أعظم شهادة في القرآن: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُو العِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاإِلَهَ إِلاَّ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ذكر الإمام ابن القيم أن في هذه الآية عشرة أوجه تدل على شرف العلم وفضل العلماء. ومنها:

1 – أن الله – عز وجل – استشهدهم من بين سائر الخلق.

2 – وضمَّ شهادتهم إلى شهادته تعالى.

3 – وضم شهادتهم إلى شهادة ملائكته.

4 – وكونه تعالى استشهدهم فمعناه أنه عدَّلهم؛ لأنه لا يمكن أن يستشهد بقولهم إلا وأنهم عدول. وفي هذا جاء الأثر: “يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله”.

5 – أنهم جعلهم هم والأنبياء في وصف واحد، فلم يفرد الأنبياء عن العلماء، فأشهد نفسه، ثم أشهد ملائكته ثم أشهد أولي العلم، الذين على رأسهم الأنبياء، ومن ضمنهم العلماء.

6 – أنه أشهدهم على أعظم مشهود به، وهذه أجلُّ وأعظم شهادة في القرآن؛ لأن المشهود به هو: شهادة: إن لا إله إلا الله. التي لا يعدلها شيء. (2)

ومن الآيات الدالة على فضل العلم وشرف العلماء قول الله – عز وجل -: ﴿وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [سورة طه: الآية 114]. أمر نبيه – عليه الصلاة والسلام – أن يسأله أن يزداد من العلم، وما ذاك إلا لشرفه ومكانته.

وأيضًا قوله سبحانه: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [سورة الزمر: الآية 9]. وهذا أيضًا يدل على غاية فضلهم وشرفهم، كما أنه لم يساو بين أصحاب الجنة وأصحاب النار، فكذلك لم يساو بين مَن يعلم ومن لا يعلم.

ويقول – جل وعز -: ﴿أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو الأَلْبَابِ﴾ [سورة الرعد: الآية 19] ولهذا وصف سائر الخلق بالعمى إلا من أوتي العلم.

ويقول سبحانه: ﴿وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ العَزِيزِ الحَمِيدِ﴾ [سورة سبأ: الآية 6].

ويقول جل وعز: ﴿وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ العَالِمُونَ﴾ [سورة العنكبوت: الآية 43]. ولهذا قال بعض السلف: “إذا استعصى عليَّ فَهم مَثَلٍ في القرآن حزنت لذلك؛ لأن الله – عز وجل – يقول: ﴿وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ العَالِمُونَ﴾ [سورة العنكبوت: الآية 43].

ويقول سبحانه: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ [سورة المجادلة: الآية 11]. رفع الله درجاتهم في الدنيا والآخرة، في الدنيا رفع ذكرهم عند الخلق، ورفع مكانتهم ومنزلتهم. وأما في الآخرة فلهم الدرجات العلى، وأي شرف وأي منزلة أعظم من ذلك.

س : ماأثر العلم علي المجتمع ؟

اجاب الاستاذ /...............قائلا :

العلم، هو أساس تقدم المجتمعات، وسر التطور في الحياة، وهو المقياس الذي به تتطور الشعوب، وتتقدم الأمم، فكم من القصائد مجدت العلم والعلماء، كما يقول الشاعر : " العلم يبني بيوتاً لا عماد لها، والجهل يهدم بيت العز والكرم "، ومن أهم الأشياء التي تدعو لطلب العلم وتعلي من شأنه وتمجده، أن جميع الديانات السماوية حضّت على طلب العلم، ورفعت من شأنه، وجعلت العلماء في مرتبة عاليةٍ جداً، لأنهم ورثة الأنبياء.

للعلم أفضالٌ كثيرة، لا تعد ولا تحصى، فهو أساس القضاء على الأمراض، وإيجاد العلاج المناسب، وهو الذي خفف من آلام ملايين البشر، باختراع الأدوية المناسبة لهم، ومنع موتهم الجماعي، وقد سهل العلم حياة الناس، وجعلها أكثر رفاهيةً، بأن تم اختراع المواصلات، وشبكات الاتصال بفضل العلم، وكذلك أصبح من الممكن أن يصل الإنسان إلى أية بقعةٍ في الأرض بسرعةٍ كبيرةٍ، ولم يكن كل هذا لولا فضل العلم والعلماء، وعملهم الدؤوب.

من فضل العلم اختراع الآلات والمصانع، واختراع الأدوات التي سهلت حياة الناس، بفضله أصبح الحصول على الأشياء أسرع وأسهل، وأصبح بالإمكان حياكة آلاف القطع من الثياب في ساعةٍ واحدةٍ وتشييد الجسور، وإعلاء المباني، وتوفير أفضل المساكن للناس، وتعبيد الشوارع، وبفضل العلم أصبح من الممكن معرفة الأخبار بلحظةٍ واحدةٍ، وإيصال الرسائل بغمضة عين.

س : ما أثر العلم علي الانسان ؟

اجابت الاستاذة / ............. قائلة :

العلم له فضلٌ كبيرٌ في إعلاء درجات الإنسان عند الله سبحانه وتعالى، فطريق العلم، يقود إلى طريق الجنة، خصوصاً إن اقترن العلم بالإيمان، فتزيد خشية العالم، ويصبح أكثر تفكراً وتدبراً.

من فضائل العلم الكثيرة، تطور اللغات، والارتقاء بها، وتطور الفنون والآداب الراقية، وانتشار الثقافة بين فئات المجتمع، وزيادة الأخلاق الفضيلة، لأن العلم يهذب النفوس، ويسمو بها، ويجعلها أكثر صبراً وسمواً ورقياً.

بالعلم أيضاً، يستطيع الإنسان فهم أمور دينه وتطبيقها جيداً، وفهم أمور دنياه، ليحيى حياةً سعيدةً وسهلةً، لأن العلم ينشئ أجيال المستقبل، ويسلحهم بالفضيلة والأخلاق، والرغبة في العمل، ليصبحوا عناصر فعالة في المجتمع الذي يعيشون فيه، وبه أيضاً تتسع الآفاق، وتنحل المسائل الغامضة الكثيرة، التي تجعل الإنسان في حيرةٍ من أمره. بفضل العلم، وعمل العلماء، تمكن الإنسان من الصعود للقمر، واكتشاف أسرار الفضاء الخارجي، ومعرفة الكثير عن طبيعة الكون الذي نعيش فيه، وبفضل العلم أيضاً، استطاع الإنسان التنبؤ بأمور الطقس وأحواله، واتخاذ الاحتياطات اللازمة له، وبفضله أيضاً تم التنبؤ بحدوث الزلازل والبراكين والأعاصير، وإنقاذ آلاف النباتات لتصبح أكثر صحةً، وأطول عمراً، وأصبحت ثمارها أكثر جودةً، فجعل الله لنا جميعاً طريقاً ميسراً وسالكاً لطلب العلم، كي نسمو بأنفسنا ومجتمعاتنا، وأوطاننا.

اعلان